مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة هدير محمود , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الحادى عشر من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الحادى عشر
رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود – الفصل الحادى عشر
حمزة متسائلا : بتثقي فيا يا ندى
– ندى دون تفكير : طبعااا
– حمزة بمرح : يا سلام يا واد يا حمزة يا خاطف قلوب العذاري يا ولااا
– ندى وقد جذب مرحه الابتسامة من بين شفتيها عنوة ثم قالت :هو أنتا مبتعرفش تتكلم جد خمس دقايق على بعض
– حمزة وقد نظر في ساعة يده قائلا : حراام عليكي والله أنتي ظالمة أنا بقالي 10 دقايق بتكلم جد أهوه
– ندى وقد ضربت كفا بآخرى بيأس قائلة : مفيش فااايدة
– حمزة بجدية : بجد بقا يا ندى تفتكري هو ليه جالك النهارده
– ندى : معرفش ومعرفش كمان عرف مكاني أزااي
– حمزة بثقة : بس أنا بقا عااارف هو قصد يوصلك رسالة أنه وقت ما يحب يوصلك هيوصلك مهما كنتي ومهما كان وضعك متجوزة بقا ولا مش متجوزة مش هتفرق وطول ما أنا في الصورة وعارف أنك معايا مش هيقدر يعمل حاجة غير أنه يلعب من بعيد ل بعيد وللأسف مش هنعرف نمسك عليه حاجة تقول أنه بيهددك
– ندى : طب وهنعمل أيه ؟؟
– حمزة : هتروحي المدرسة عادي بس
– قاطعته ندى صارخة : لأ مستحيييل أنا مش
– قاطعها حمزة وقد أردف قائلا : هتروحي معاااايااا يا ندى أنا هوديكي وهجيبك كل يوم ولو مش أنا هتصرف وابعتلك عربية
– ندى برفض :يا حمزة أنتا مش فاضيلي وبكده أنا هكون حمل عليك وأنا رافضة ده
– حمزة باصرار : ندى أنا أدري بنفسي وباللي أقدر أعمله واللي مقدرش عليه أنتي ملكيش دعوة المهم دلوقتي هنبرر ل ماما الموقف ده بأيه
أطرق حمزة رأسه بتفكير ثم طرقع اصبعيه فجأة قائلا :
– لقيتهاااا بصي هنقول ل ماما أن بيري بعتتلك رساله رخمة وقالتك انها مش هتسيبك تاخديني منها وشبه هددتك فأنتي خوفتي وقعدتي تبصي حواليكي وأنا عشان اطمنك وأتأكد ان بيري مش هتعمل أي تصرف مجنون هوصلك
– ندى بتفكير : وهي مامتك هتصدق الكلام ده
– ضحك حمزة قائلا :طبعااا هتصدق هي عارفة أن بيري مجنونة وممكن تعمل أكتر من كده
– ندى بامتنان : شكرا يا حمزة بجد مش عارفة حقيقي أقولك أيه
– حمزة مازحا بمكر : مش لازم تقولي ممكن تعملي ثم غمزها باسمااا
– ندى وقد تحولت ملامحها لشرسة مرة آخرى : حمزةةةة
– حمزة ضاحكا : ليه بس بتفهميني غلط أنا كان قصدي تعمليلي صينية كيكة بالشيكولاتة من ايديكي الحلوين دول
شعرت ندى بالخجل من سوء ظنها به لكنها ابتسمت ابتسامة ساحرة
في تلك اللحظة امتدت كف حمزة مربتة على كف ندى الموضوعة في حجرها كي يبثها الثقة والأمان التي هي في أشد الحاجة إليه الآن
لكنه ما أن لمس كفها حتى وجد باب حجرتها يفتح بقوة وتدخل منه حلا شاهقة ثم قالت بصوت عال :
– انتو بتعملوا أيه في أوضتي وعلى سريري وكمان ندى معيطة جبرتها على أيه يا أبيه لأ مكنتش أتخيل أنك ممكن تعمل كده ثم أكملت بدراما مصطنعة كده كده يا ابيه تدنس برائتها وبرائتي ملقتش إلا سريري ياللهول
كانت ندى قد توهجت وجنتها بشدة من أثر مزاح حلا الجريء أما حمزة فقد قام من مكانه ثم توجه ل شقيقته وفي ثوان كان قد حملها إلى أعلى بيد واحدة ثم قال بثقة :
– سمعيني كده يا حلوة كنتي بتقولي أيه ؟؟
– حلا وقد أسبلت جفنيها ببراءة : أحم أحم ولا حاجة يا أبيه كنت بقول خدوا راحتكم
– أنزلها حمزة ثم ضرب على وجنتها بكفيه بقوة إلى حد ما ثم قال : اظبطي بقا يا أوفر أحرجتي البنت شايفة بقت عاملة زي الطماطمية أزااي
– حلا بابتسامة : وماله بقت أحلى طماطمية طب بذمتك يا موزة مش كده أحلى
– حمزة وقد نظر ل ندى نظرة متفحصة ثم قال وهو مازال ينظر باتجاهها : بصراااحة أحلى أوووي
– ندى بحزم وبصوت جاهدت أن يخرج حاد: بقولك ايه أنتا وهي أنتو هتتسلوا عليا أنا خارجة أشوف ماما بتعمل أيه
خرجت ندى وتوجهت للمطبخ ف وجدت كريمة تقوم بتسخين الطعام ل ثلاثتهم ف هي تناولت غداؤها من فترة ف ساعدتها ووضعا معا الأطباق على
رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل الاول
المائدة
في مكان آخر بعيد صدحت صوت ضحكات ماكره
اندهش ذاك الواقف امامه من ضحكاته تلك فتسائل قائلا :
– ممكن افهم ايه بيضحكك دلوقتي؟؟وايه لازمت اللي انتا عملته ده ؟؟ أنا مبقتش فاااهم حاجه يا باااشا؟؟
– وانتا من امتا بتفهم مهو ده اللي بيخليني اشغلك معايا واقولك عل سري عشان حمار ومبتفكرش بتنفذ اللي بقولك عليه من غير مقاوحه
– صاح ذاك الواقف متذمرا:طب ليه الغلط بس يا كريم باااشا ده انا حتي حبيبك وراجلك من زماان
– خلاااص متزعلش يا حسين انتا حبيبي بردو هفهمك واكسب فيك ثوااب عشان تعرف إني بعزك
-حسين بزهو وقد انتفخت اوداجه :توشكر يا باشا مهو ده العشم بردو
– كريم بخبث وقد لمعت عيناه بشر قائلا : انا قصدت اروحلها المدرسة الجديدة واوريلها نفسي عشان اخوفها واهز ثقتها ف نفسها واعرفها إني مش هسيبها وهفضل وراها لحد ما آخد اللي أنا عايزه منها وانها بجوازها من حضرت الرائد مفلتتش مني
– حسين وهو يحك رأسه بغباء: طب ما هيه كانت قدامك لما روحتلها الشقه مخدتش منها اللي انتا عايزه ليه؟؟
-كريم :اولا يوم ما روحتلها الشقه بعتلها واحده خبطت عليها ولما لقيتها ست فتحت فلقتني انا ف وشها وكانت هتصوت وهتلم الجيراان وتفضحنا ثانيا بقا انا عايز اتجوزها مليش ف الحرام أنا مبحبش اخد الحاجات ديه غصب عايزها جيالي برضاها
-حسين متسائلا:طب وهتعمل ده أزاي يا باشا؟؟
-كريم بخبث: هضيع ثقه حضرت الرائد فيها وساعتها هيسيبها ومش هتلاقي غيري قدامها ف تيجي بمزاجها خاضعه ليا
-حسين بغباء :أنا مش فااهم اي حااجه
كريم بضحكه شيطانيه:ههههه وهو ده المطلوب لما الفكره تكمل ف دماغي وارتبها هبقا اعرفك وبلا اتكل بقااا لما اعوزك هكلمك
-حسين:أوامرك يا باااشاا
عودة مرة آخري ل بيت حمزة
حيث جلس ثلاثتهم حول المائدة وأصروا عل كريمة لتجلس معهم أثناء غدائهم خاصة حلا لانها قالت أنها ستخبرهم بمفاجأة وكان أول المتحدثين هو حمزة موجها حديثه لشقيقته متسائلا :
– مفاجأة أيه يا أوفر اللي عايزة تقوليلنا عليها يكونش متقدملك عريس وهنجوزك ونخلص منك ثم رفع يديه للسماء وأردف قائلا ياااريت
– حلا بمرح: عريس أيييه ده بعدك قاعدة على قلبك يا موزة هاهاها
– حمزة : أنا مشوفتش رخامة كده أعوذ بالله أمال مفاجأة أيه ياأختي ؟؟
– حلا بحمااس :الرحلة بتاعت شرم اللي كنا مستنينها معادها أتحدد بعد 3أيام
– حمزة بعد صمت دام ل ثوان تحدث بتردد قائلا : حلوووتي أنا عااارف أنك كنتي عايزة تطلعي الرحلة ديه جدااا بس أنا آسف بجد مش هينفع
– حلا وهي تظن أن أخيها يمزح معها : لأ والله وأنا صدقتك كده بقا أدائك فيك أوي يا موزة
حمزة وقد زفر بيأس فهو يعلم أهمية تلك الرحلة عند شقيقته وقد وعدها مسبقا أنه سيأتي معها لكنه لا يستطيع أن يترك ندى في مثل تلك الظروف بمفردها فهو مضطر لأن يخيب أمل ابنة قلبه فقال بأسف حقيقي :
– أنا مش بهزر يا حلوتي أنا فعلا آسف بس والله مش هينفع خااالص مووضوع الرحلة ديه
– حلا وما أن تيقنت أن أخيها لا يمزح حتى ثارت قائلة : يعني أيه آسف يا أبيه أنتا وعدتني من أكتر من شهرين وانتا عارف إني مستنية الرحلة ديه جدااا وليه مش هينفع بقااا ؟؟
– حمزة محاولا امتصاص ردة فعلها : حبيبتي أنتي مش واخدة بالك أن الظروف اتغيرت أكيد مش هينفع نسيب ندى لوحدها وبعدين ماما بردو أنا فكرت ولقيت أننا مينفعش نسافر أحنا الاتنين ونسيبها
– حلا :يا أبيه أنتا عارف أن ماما معندهاش مشكلة تقعد لوحدها وبعدين دول هما 5أيام بس مش شهر يعني وبالنسبة ل ندى ما تيجي معانا ليه تفضل لوحدها
كان حمزة يعلم جيدا عدم رغبة ندى في السفر ليس فقط لانها لا ترغب به بل هي أشدهم احتياج إليه لكنه أيضا يعلم أنها تخشي هذا الحقير تخشي على شقيقتها منه هو أيضا لا يعلم رده فعله أن علم بسفرهم لكنه تجاهل كل ما يعلمه ونظر باتجاه ندى متسائلا :
– ها يا ندى تسافري معانا ؟؟
– ندى سريعا : لأ لأ أنا مش عايزة أسافر سافروا أنتو يا حمزة ومتشغلوش بالكم بيا أنا هقعد مع ماما وبعدين أنا لسة بادئة شغل في المدرسة مش هينفع أخد أجازة من أول يوم شغل يعني
– حمزة بإيحاء: ومش هينفع تروحي لوحدك انتي ناسية موضوع بيري ولا أيه ؟؟
– والدته متسائلة :مالها بيري ؟؟ ومال ندى بيها وليه مش هينفع تروح لوحدها ؟
– حمزة : مفيش يا أمي بس بعتتلها رسالة رخمة كده وشبه هددتها ف ندى خافت وبصراحة بيري مجنونة ومش ضامن رد فعلها ممكن تعمل أي حاجة تضايقها أو حتى تأذيها
– حلا بتهور : خلاص يا ابيه سيبني أروح لوحدي مع أصحابي فيها أيه مهو كلهم طالعين لوحدهم محدش طالع معاه ولي أمره زيي
– حمزة بحزم : حلاااا مستحيييل تطلعي لوحدك وتباتي بره البيت 5 أيام من غيرنا أزااي يعني وبعدين هما احرار ملناش دعوة بحد لكن أختي أنا متسافرش لوحدها ده موضوع منتهي وغير مسموح بالنقاش فيه أصلاا
– حلا بغضب : هو أيه اللي مفيهوش نقاااش أختك مبقتش نونة يا أبيه أنا كبرت مبقتش العيلة الصغيرة اللي علطول ماسكة ف أيدك وتروح معاها ف أي حتة أنا كلها كام شهر واتخرج وابقى مهندسة مش محتاجة حد يحميني أنا اعرف أحمي نفسي كويس ولا أنتا مش واااثق فياااا بقى وديه …
– قاطعتها والدتها بحدة قائلة : حلااااا .. اعتذري فورااا
– حلا بعصبية : يا ماما أنا …
– كريمة بنفس الحزم : ولا كلمة زيادة اعتذري عن اللي قولتيه والطريقة اللي كلمتي بيها أخوكي الكبير
– حلا دون أن تنظر لعيني حمزة : أنا آسفة
ثم قامت من مقعدها غاضبة لكن صوت والدتها الحازم أوقفها قائلة :
– لسة قايلة أنك مبقتيش نونة وكبرتي ومفيش ناس كبار بيقوموا يغضبوا من على الأكل من غير احترام للناس اللي قااعدة معاهم وده لا يدل على شيء غير أنك لسة صغيرة اتفضلي اقعدي كملي أكلك
– حلا وهي تزفر بغضب وتطرق بالمعلقة بحدة في طبقها : حاااضر هاااكل حتى الأكل بالغصب زي ما نكون في القسم
– كريمة بغضب : حلاااا اسكتي ولا نفس تاني وإلا قسما بالله هعاقبك زي العيال الصغيرين أنا هكتفي بعقاب صغير يارب يعلمك بعد كده تحترمي اللي أكبر منك متتكلميش معايا النهارده خاالص ولا بكرة فاااهمة وكمان تنامي ف أوضتك ندى بس اللي هتنام جنبي النهارده
هنا نظرت حلااا بأعين دامعة لوالدتها كأنها تخبرها أن هذا أشد عقاااب قد تفرضه عليها هي لا تكره شيء قدر خصام والدتها وتعلم جيدا أن والدتها إذا قالت فحتما ستنفذ ولن تتراجع عن عقابها هذا ألبتة لكنها قالت باستجداء ل عطف والدتها :
– ماما أنا أسفة خلاااص ع….
– لكنها قبل أن تكمل جملتها أوقفتها كريمة بحسم : حلااا قولت ولا كلمة معايا أنتي عارفة طالما قولت عقاب عمري ما هتراجع عنه
في تلك اللحظة سقطت دمعة وحيدة على وجنة حلا تلك الدمعة مزقت قلب شقيقها الجالس مقابلا لها لكنه لم يقدر على شيء ف انفعالها وكلماتها الهجومية كانت قااسية وغير مهذبة لكنه يعلم تمام المعرفة أن هذا كله بسبب احباطها ف هو لم يعدها بشيء وأحنث معها من قبل لكنه مضطر لكن كيف لتلك الصغيرة أن تدرك !!
نظرت حلا لوالدتها وقالت بهدوء :
– شبعت ممكن ادخل أوضتي
أشارت كريمة بيدها باتجاه غرفتها دون أن تتفوه بحرف واحد
دلفت حلا حجرتها وما أن أغلقت بابها حتى أجهشت بالبكاء
بعد لحظات كانت ندى تلحقها طرقت بابها ودخلت دون أن تنتظر أذنها لها بالدخول ظلت تربت على ظهرها وشعرها بهدوء حاني واحساس بالذنب يكتنفها بأنها السبب بكل ما حدث فقالت :
– خلاااص يا لولو متزعليش أنا آسفة أنا السبب متزعليش مني يا حبيبتي
– حلا وكأنها لا تسمع كلمات ندى : ماما خاصمتني يا ندى ومش هتكلمني النهاردة وبكره ومش هتنيمني جنبها
– ندى : اهدي يا قلبي متزعليش أنا هكلمها وهخليهاا تصالحك متخافيش
– حلا بيأس : ماما مش بترجع ف عقاب فرضته يا ندى أنا بحبها أوي ومقدرش إني أخاصمها بس هما ليه بيعاملوني كأني لسه طفلة فيها ايه لما أروح رحلة لوحدي ومع صحباتي ومعانا مشرفين أمتا هيدوني الحق في إني اعتمد على نفسي من غيرهم نفسي أحس إني حرة وكبيرة وأقدر أكون مسئولة عن نفسي
ابتسمت ندى بحب لتلك الصغيرة هي حقا صغيرة حتى وان لم يكن بعمرها لكن بعقلها وخبراتها المعدومة تقريبا فقالت لها :
– لولو أنتي فعلا لسة صغيرة يا قلبي مش صغيرة بالعمر بس لسة بريئة أووي والدنيا بقا فيها الغدر أشكال وألوان ومفيش أمان لحد وبعدين أنتي بنت والبنت دايما مش بتحس بالأمان إلا ف وجود راجل ف حياتها سواء أب ..أخ أو زوج ده احتياج فطري ليهم احتياج للاحساس أن في حد بتتسندي عليه حد يكون ف ضهرك تتقوي بيه على الدنيا كلها متحسيش بالخوف ف وجوده اللي أنتي زعلانة منه وساخطة عليه غيرك بيتمناه صدقيني مفيش بنت تلاقي حد يخاف عليها ويحبها كده وتزعل صدقيني أنا نفسي مريت باللي بحكيلك عنه كان نفسي بابا يبقا عااايش أو يكون ليا أخ زي حمزة عشان أحس إني مطمنة
– حلا : ما أنتي اتجوزتي حمزة لسة مش مطمنة ؟
– تنحنحت ندى ثم قاالت بخفوت : أكيد متطمنة أنا بتكلم قبل ما أقابل حمزة احساس بالخوف بالعجز والضعف احساس بأنك وحيدة
أنتي بنته يا حلااا مش أخته هو خااايف عليكي متلوميهوش على حبه وخوفه ده الأولى تقدريهم
في تلك اللحظة سمعت صوتا من خلفها يقول ب رزانة وعقل :
– قوليلها يمكن تفهم عشان بس تتأكد أنها فعلا لسه طفلة
نظرت ندى له نظرة رجاء ألا يتمادى في عتابه ل شقيقته لانها مازالت غاضبة وحزينة فقال حمزة بمرح كعادته :
– ألا قوليلي يا ست ندى أيه العقل ده كله بتقولي درر ماااشاء الله مش عارفين من غير نصايحك نعمل أيييه
– لكزته ندى في كتفه قائلة : أوووف أنتا مش بتبطل هزاار أبدااا وبعدين هتتسلى عليا بقا ولا أيييه أنا هسيبك أنتا والمجنونة أختك تشدوا شعر بعض
خرجت ندى من الغرفة تاركة لحمزة وحلا المساحة لتصفية الخلاف بينهما دون حرج منها
اقترب حمزة من شقيقته الجالسة على الفراش وهناك دمعتين سقطتا على جانبي وجهها فقال لها برقة بها لمحة عتاب :
– امسحي دموعك يا اللي كبرتي ومبقتيش محتاجة حد يدافع عنك عمالالي فيها اللي قادره ع التحدي صدقيني كل اللي بيقولوا كده بيقلبوا ف الآخر قطة
ابتسمت حلا على مزحته ثم مسحت دموعها بأطراف أصابعها الرقيقة لكنها شعرت بوخزات في قلبها تؤلمها جراء عتاب نبراته الحانية من جراء كلماتها الخرقاء انها تعشق أخاها ف هو لها الاب والاخ وأهم شخص بحياتها لم تكن تود ذلك ابدا ولايهون عليها مطلقا أن يحزن بسببها ،كان حمزة قد جلس على الفراش مقابلا لها ودون كلمة آخرى ارتمت بين أحضانه وتعلقت ب عنقه معتذرة بصدق :
– أنا آسفة يا أبيه متزعلش مني مكنش قصدي بجد بس أنتا عارف أهمية الرحلة ديه عندي وإني منتظراها بقالي فترة وأنتا عمرك ما وعدتني وخلفت وعدك
– نظر لها بحنو وهي مازالت متشبثة بأحضانه ف أخذ يربت على شعرها وظهرها قائلا: غصب عني والله يا حبيبتي بس حقيقي مش هينفع نسيب ندى لوحدها أنتي بنفسك عارفة بيري وجنانها وأنا بخاف عليكي يا حلوتي مينفعش اسيبك تسافري لوحدك معرضة ببرائتك ديه لأي نفس مريضة تأذيكي يمكن فعلا كبرتي بس مهما كبرتي هتفضلي بنوتي الصغيرة اللي بخاف عليها من الهوا مش هقدر ابطل أخاف عليكي واحميكي لحد آخر نفس فيا
– حلا بحب: أنا كمان والله يا موزة بحبك أوووي أنتا بابايا وأخويا وصاحبي وراجلي أنا
في تلك اللحظة دلفت ندى للحجرة وقد رأت حلا تقبع بأحضان أخيها وهو يضمها إليه بحنان ويربت على شعرها برقة فقالت بدراما مصطنعة :
– ايه اللي أنا شايفااااه ده ف أوضتي وعلى سريري مسلسل العشق الممنوع قداامي وأنا اللي كنت فاكراكم محترمين أخص أخص وقد نظرت لهم باحتقار مصطنع بعدما رفعت احدى حاجبيها ولوت شفتيها بتهكم وازدراء
– حمزة وقد قام من مكانه فتراجعت ندى للخلف خطوة حتى اصطدمت بالجدار خلفها وما أن اقترب أكثر حتى احتجزها بين ذراعيه ونظر لها بقوة قائلا : ها عيدي كده تاااني كنتي بتقولي أيه ؟؟
– توترت ندى على أثر اقترابه الشديد منها لكنها تظاهرت بالمرح فرفعت يديها باستسلام قائلة : أناااا!! أنا مقولتش حاجة أنا كنت بقول خدوا راحتكم أنا أصلا جاية أسألكم لو محتاجين أي مشاريب أنا في الخدمة
حررها حمزة من بين ذراعيه ونظر لحلا بغيظ قائلا :
– أنتي السبب البنت كانت جاية هادية ولطيفة قعدت معاكي يومين عدتيها بجنانك حاسس إني بقا معايا اتنين حلا في البيت ليه يااااربي كده بس مش كفاية واحدة كنت مستحملها بالعافية على أمل اجوزها لأي حد وأخلص لكن مرااااتي كمان يعني مش هخلص أبدااا ثم نقل بصره من ندى ل حلا وقد ضرب كفا بكف مردفا بصوت عالي وهو يشير بيده للسماء قائلا : منه له ..منه له وظل يرددها حتى خرج من الغرفة صافقا الباب خلفه
هنا نظرت ندى ل حلا وانفجرا في الضحك قائلين بصوت واااحد :
– حمزة اتجنن
بعد عدة ساعات دلفت ندى حجرة والدة حمزة بعدما طرقت بابها وأذنت لها كريمة بالدخول وقد رغبت في التوسط بين حلا ووالدتها حتى تعفو عنها الأخيرة وتسامحها وتنهي خصامها ف هي تعلم أن حلا تعشق والدتها وأن خصام تلك الليلة سيجعلها تنام باكية فأرادت الحصول على مسامحة والدتها خاصة وانها تشعر أن وجودها هو السبب في كل ما حدث ف لولاها لكانا ذهبا لرحلتهما المنتظرة دون أية مشاجرات
في تلك الأثناء كانت كريمة تنظر ل ندى الصامتة أمامها والتي يبدو عليها الشرود بانتظار أن تتحدث وحينما طال صمتها أشارت بيدها أمام عيناها قائلة :
– هااااا روحتي فيين ؟؟
– أفاقت ندى من شرودها مبتسمة ثم اقتربت من كريمة بحب : أنا هنااا أهوه من الآخر كده حضرتك عارفة أنا هنااا ليييه
تظاهرت كريمة بعدم المعرفة رغم أنها على يقين بالسبب الذي أتي بندى أمامها الآن حتى يبدو أن الكلمات تظهر داخل عينيها قبل أن تتحدث بها شفتيها لكنها قالت ببساطة وهدوء :
– لأ معرفش وأنا هعرف منين من غير ما تتكلمي
– ارتبكت ندى لكنها أخيرا قالت بتوتر ف هي لا تعلم ردة فعل كريمة قد أخبرها حمزة وكذلك حلا أن والدتهم اذا فرضت عقاب لا مجال للتراجع فيه : أحممم أنا كنت جاية لحضرتك عشاان حلااا عا
– قاطعتها كريمة بحزم :ندى لو سمحتي متحاوليش أنا قولت مش هكلمها النهارده ولا هتنام جنبي وأنا مبرجعش في كلامي
– رغما عن اهتزازها بكلمات كريمة الحازمة لكنها لم تتراجع قائلة : يا ماما عشان خاااطري حلاااا عمالة تعيط من ساعتها وكل اللي مضايقها أكتر من الرحلة هو زعلك وبعدين أنا حاسة إني السبب متخلنيش أضايق من نفسي أكتر من كده
– كريمة وقد لانت ملامحها بعد رأت دمعة مختنقة داخل عيني ندى لكنها لم تسقط بعد : ندى أنا بعاقب بنتي على أسلوبها في الكلام مع أخوها وعلى كلامها السخيف اللي قالته أنتي ملكيش دعوة بأي حاااجة
– ندى وقد شعرت ببارقة أمل : طب هي مش هتعمل كده تاااني وهي عرفت أنها غلطانة سامحيها بقااا ده أول طلب أطلبه منك يا ماما عشان خاااطري عشااان خاااطري خليني أكسفهم هما عمالين يقولولي ماما مبترحعش فعقاب بس أنا قولتلهم ملكوش دعوة ماما هتسامح لولو عشان خاطري أنااا
– صمتت كريمة لحظات ثم رفعت وجهها نحو ندى متسائلة: أنتي ليه مش عايزة تطلعي الرحلة ديه يا ندى أنا شايفة أنك أكتر واحدة فيهم محتاجاها؟؟
– تنهدت ندى بأسى قائلة : غير موضوع الشغل بصراحة أنا مش قااادرة ولا عااايزة افرح حاسة إني لو فرحت من غير جوزي مع راجل تاني إني هبقا بخونه
– ابتسمت كريمة لكنها أجابتها بجدية قائلة : حبيبتي هكلمك مش كأم لحمزة هكلمك كأنك بنتي لأن ربنا يعلم من اللحظة اللي دخلتي فيها هنا وأنا بعاملك زي حلا بالظبط الحالة اللي أنتي فيها ديه مش صح أبدااا يا ندى جوزك اللي بتتكلمي عنه ده ماات ربنا يرحمه هو ف مكان أحسن وبعيدا عن كونك حاليا مرات حمزة وهو اللي ليه عليكي كل الحقوق إلا أن الأهم هو حق نفسك عليكي يا بنتي أنتي بتظلمي نفسك بتدفنيها وأنتي لسة قدامك الحياة بطولها وعرضها الدنيا مبتوقفش على حد ولا على حاجة يا ندى يا ما فارقنا ناس وفارقونا ومع ذلك الحياة استمرت الحياة كده كده هتستمر بمزاجنا أو غصب عننا يبقا لازم نستفاد بكل يوم نعيش فيه نحمد ربنا عليه نستغله صح مش نضيعه ف حزن عمره ما هيرجع اللي رااح
شعرت كريمة ب اختناق وجه ندى والذي ظهر جليا على وجنتها التي احمرت بشدة ألما لا خجلا فأدارت الحوار بعدما عزمت في نفسها على قرار قائلة لتلك القابعة أمامها يبدو أنها شاردة في الماضي بألامه :
– بقولك ايه يا ندى بعد أذنك هاتي حمزة وحلا وتعالوا كلكم هنتظركم هنا
– وكأنها فاقت في لحظة قائلة بأصرار : هتسامحي حلا صح ؟؟
– ابتسمت كريمة بحب لكنها أجابتها بمراوغة قائلة : يلا يا ندى روحي هاتيهم وتعالي ولو أتأخرتي مش هصالح حد
– ندى بمرح وقد قفزت مهرولة للخارج وهي تقول : فوريرة ثواني وهنكون قدامك
ذهبت ندى أولا حيث حجرة حلا طرقت بابها بمرح ثم دلفت دون أن تنتظر ردها ثم قالت من بين ابتسامتها الواسعة :
– قومي يا لولو ماما عايزاكي في أوضتها
– حلا بذهول : ماما عايزاني أنااا ؟؟بتتكلمي بجد ولا بتهزري
– جذبتها ندى من يدها لتوقفها قائلة : وهي الحاجات ديه فيها هزااار يعني يلا بقا بسرعة هي قالتلي لو اتأخرنا مش هتصالحك براحتك بقا اقعدي اسألي
– حلا وهي تطبع قبلة رقيقة على وجنه ندى قائلة بسعادة : حبيبتي يا نودي بجد خليتي ماما تصالحني ! ربنا ميحرمنيش منك أبداا يا أحلى وأحسن وأجمل أخت في الدنيا
– ندى بابتسامة رائعة : وميحرمنيش منك يا لولو وكأنها تذكرت كريمة فأردفت قائلة وقد لكزت حلا في كتفها قائلة :
يلا يا أختي بسرعة روحي اغسلي وشك عقبال ما أجيب حمزة عشان ماماعايزانا كلنا ف اوضتها
– حلا وهي تجري للخارج : ثواني وهكون قصادك
ما إن خرجت حلا من غرفتها حتى خرجت ندى هي الآخرى خلفها متجهة نحو غرفة حمزة على الجانب الآخر وطرقت بابه بنفس الطريقة المرحة التي طرقت بها باب حجرة حلا بعد لحظات فتح حمزة بابه مسرعا وهو يتوعد للطارق الذي كان على يقين أنها شقيقته الحمقاء ف تسائل قبل أن ينظر نحو الطارق قائلا :
– عااايزة أييه يا زفتة ؟؟
لكنه ما أن سمع شهقة خجلة واحمرار وجنتين وعينان نظرت أرضااا حتى أدرك أن التي تقف أمامه الآن هي ندى وليست حلا ولم يعلم لما هي خجلة هكذا إلا حينما نظر لنفسه ف وجده عاري الصدر لا يرتدي سوى بنطال قطني وبيده يحمل تيشيرته الذي لم يرتديه بعد ف تنحنح قائلا وهو يرتديه مسرعا :
– أحممم أنااا آسف معلش معرفش أنه أنتي افتكرتك المجنونة حلا هي اللي بتخبط على الباب كده بس الواضح أن تأثيرها عليكي أكبر مما توقعت
كانت ندى مازالت تخفض بصرها للأسفل ولا تجرؤ على رفع عيناها إليه ف لاحظ هو ذلك فقال لها مازحا :
– خلاااص با ندى ارفعي وشك سترت نفسي يا أختي
– ضحكت ندى على مزحته فهو دوما قادر على تبديد توترها وخجلها فقالت وهي مستعيدة حماستها السابقة : تعالا معاااايا الأوضة بسرعة
– تسمر حمزة مكانه للحظات قبل أن يقول بمرح : علطول كده الأوضة يا ندى طب مش ناخد على بعض الأول لا مش متخيل بصراحة كل ده عشان شوفتيني وأنا قالع التيشيرت ثم قال بغرور بصطنع يا مدوخهم يا واد حمزة
وقفت ندى لحظات مصدومة من كلماته دون أن تدرك ما يرمي إليه الا حينما تذكرت كلماتها السابقة له وطلبها أن يأتي معها للغرفة وأخيرا ادركت ما يقصده ف تلون وجهها بالحمرة خجلا وغضبا لكنها رفعت وجهها إليه ورمقته بغضب قائلة :
– حمزززة
– حمزة متأففا بمرح : أوووف يااادي حمزة وأنا مالي مش أنتي اللي قولتي تعالا معايا الأوضة ولا أناااا
– ندى موضحة : قصدي أوضة ماما أنتا بس اللي دماااغك بتروح بعييد
– حمزة وقد راقه أغاظتها : وماااله البعيييد ..البعييد حلو مفيش كلام ثم غمزلها بعينان باسمة
– ندى بحزم : طب اقعد اهزر براحتك وخلي ماما متصالحش حلا
في تلك اللحظة أتت حلا من خلف ندى وهي توبخهم قائلة :
– أنتو لسه واقفين تحكوا وتهزروا ابقوا حبوا بعض بعدين يلااا ثم جذبت ندى من معصمها وأتي حمزة خلفهم وهو يقول لندى بصوت خااافت :
– هي ست الناظرة صالحت حلا بجد ؟؟ أزاااي !عملتي أيه يا سوسة أنتي ؟
– رفعت ندى وجهها بشموخ قائلة بغرور مصطنع وقد ابتسمت ابتسامة ساخرة قائلة: قدراااات يا ابني هو أي حد
– حمزة : طب وعايزانا كلنا لييه يا ست قدرات أنتي
– ندى فردت باطن كفيها أمامه ثم لوت شفتيها دلالة على عدم المعرفة ثم قالت : العلم عند الله وقال يا خبر النهارده بفلوس بعد ثواني هيبقا ببلاش
– حلا وقد رمقتهم بسخط قائلة : ممكن تسكتوا أنتو الاتنين بقاااا أنا متوترة لوحدي
وضع كلا من ندى وحمزة كفه على فيه يكتمه ويكتم معه ضحكة خااافتة خرجت رغما عنهما معااا لكن ما أن رمقتهم حلا بغيظ حتى التزما الصمت
كانت حلا في المقدمة لكن ما إن وصلا أمام باب الغرفة فتراجعت للخلف وبقت ندى في المقدمة طرقت باب حجرة كريمة وانتظروا حتى أذنت لهم بالدخول نظرت لهم بحزم قائلة :
– اتفضلوا أقعدوااا
جلس ثلاثتهم بانتظار حديث كريمة التي لازت بالصمت لحظات قبل أن تنطلق شفتيها بالحديث قائلة :
– أنا قررت مجموعة قرارات وكلامي اللي هقوله ده وااجب التنفيذ مش عاايزة حد يقاطعني ولا حد يقولي لأ أو مش هينفع فاااهمين
أيه القرارات اللي خدتها كريمة ؟؟ ويا ترى حد هيقدر يعترض ؟؟
هل هناك حل يمكنهم من السفر للرحلة ؟؟وقت ممتع يقضونه ثلاثتهم أين وماذا سيحدث هناك ؟؟
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الحادى عشر من رواية أهداني حياة بقلم هدير محمود .